قدّمت فرقة "فاميليا برود" يوم الجمعة 2 افريل بقاعة "المنديال" بتونس العرض –ما قبل الأوّل- لمسرحيّتها الجديدة ، " يحيى يعيش". عن نصّ لجليلة بكّار و فاضل الجعايبي. إخراج فاضل الجعايبي. سينوغرافيا قيس رستم. موسيقى جيرار هوردات. تمثيل جليلة بكار،فاطمة بن سعيدان،صباح بوزويتة،رمزي عزيز،معز مرابط،لبنة مليكة،بسمة العشي،كريم الكافي،رياض حمدي،خالد بوزيد،محمد علي القلعي.مدير الإنتاج حبيب بلهادي. مدّة العرض 116 دقيقة.
يوضع المتفرّج ،منذ الثواني الأولى لانطلاق العرض، في نوعيّة من المسرح هو فاعل فيها و مفعول به.يدخل الممثلون من أبواب القاعة من خلف المتفرجين و يجبرونهم على الالتفات رمزيّا إلى الوراء(لا تنسوا يقول لهم الجعايبي). في تلك اللحظة تبقى الأنوار مشتعلة داخل القاعة إلى آخر العرض(و لا تطفأ إلا نادرا) للتدليل على أن فضاء السرد هو أيضا فضاء الجمهور الحاضر، حيث يرجع الممثلون من حين إلى آخر. استعمل الجعايبي أجساد الممثلين، المتقمصين لشخوص عديدة، و ألوان ملابسهم(أبيض و أسود) و حركة و رمزية الكراسي السوداء و البيض المتحرّكة طوال العرض، و السكوت لفرض إيقاع يتقدّم بالحكي في تصاعد و يروي للمتفرّج حياة جلاّد ، " يحيى " مسؤول سياسي سامي مخلوع في دولة دكتاتورية. "يحيى" وزير يخلع من منصبه و تفرض عليه إقامة جبريّة في بيته، ثمّ تحرق مكتبته و تلفق قضية مخدرات لإبنته، و يرمى به في مستشفى في عزلة تامة حيث تحيط به زمرة من البوليس السياسي/الأطبّاء تحقّق معه. و بالرغم من كل ذلك فهو ما زال يؤمن ب"معارضة ديمقراطية في صلب الحزب الواحد".
أهمّة المسرحيّة تكمن في تجرّأ ، لأوّل مرّة في تونس، كتّاب مسرحيين في الحديث المباشر عن آليات السلطة في بلاد تغيب فيها الحرّيات السياسيّة. هذه المسرحيّة في نظري هي تحليل(مفاصل السلطة و تفرّعاتها و الدين و المزود و الكورة و الشباب و النقابيين و علاقات العمل الاستعبادية و الشعبة و المليشيا و التعليمات و الشرطة السياسية و الفساد و الصحافة المأجورة و أشباه المثقفين...) و موقف سياسي جهر به بصوت عال و بأسلوب فنّي راقي مواطنان تونسيان اسمهما جليلة بكّار و الفاضل الجعايبي. شخصيّا لم أشاهد و لم أسمع(باستثناء جليلة بكار و فاضل الجعايبي) مسرحيّا واحدا أبدى رأيه، في مسرحيته، في موضوع العاملين و العاملات ب"المناولة" في تونس.مشهد عاملات التنظيف بنسقه الميكانيكي و الفائق السرعة ذكّرني بمشهد شارل شبلين يكبس البراغي في شريط " les temps modernes ". مسرحيّة " يحيى يعيش " مسرح من قبيل المسرح السياسي كما تحدّث عنه "اروين بيسكاتور" و "سعد الله ونّوس" .تبرز خصوصيته واختلافه مع الأنماط المسرحية الأخرى في اعتماده على محتوى سياسي يتداخل في العرض المسرحي ويجعله منبثقاً من الحياة ويحتوي على تأثير سياسي و تربوي ومعرفي.
المسرح السياسي يختار مواقفه من المجتمع و يعلنها . و من العلامات التي لا تكذب و الدالة على أن هذا العمل يقلق الكثير(من أشباه الصحفيين و المسرحيين الذين يطبّلون ليلا نهارا للمسرح التافه) ما كتبه أحد المتملقين على أعمدة صحيفة يوم 1 افريل2010 قبل عرض المسرحية(من قبيل "هذه على الحساب...") أو ما جادت به قريحة غيره مساء أمس على قناة تلفزية (" أحداث هذا العمل أغرقت في المباشرتية وتتحدث عن شخصية سابقة و يمكن أن تقع في أي بلد من العالم الثالث").
نصيحتي للقرّاء هي مشاهدة هذا العمل القيّم و حثّ كلّ أصدقائهم على رؤيته .
معاك على طول الخط يا قصّة.لليوم ما شفتش مسرحية في المستوى هذا.حتى خمسون.
شكرا قصّة على التحليل و التعريف
نشوف المسرحيّة و من بعد نعمل رايي و لو أنّي من المعجبين الدّائمين للفاضل و جليلة
Merci pour la présentation, ça donne envie de voir la pièce. L'Art engagé ne peut nous faire que du bien. Et espérons qu'elle ne soit pas censurée..
1- أهلا بقصّة ، من وقت ألي سمعت بالمسرحية ـ جيت ألّوج عليك ، عارف ما إتفوتكشي حكاية كما هذه !
2- التحليل متاعك هذا جاء شوية قروسومودو ..مش كما عادتك !!
3- هل تعتقد بأن فاضل الجعايبي و جليلة بكّار ...بمسرحيتهم هذه أرادا شيئ واحد : أن لا يتجاوزهم القطار ؟
4- المسرحية في شكلها هذا جات متأخرة ياسر ـ برشة مش شوية ! و لا أعتقد أنو فيها جرأة كبيرة أبدا ـ بل أراهما مازالا لم ينضجا ..لمسرح الخطاب المباشر!
5- أرى كذلك ـ بأن الساحة السياسية و الثقافية ( كتابيا ) تجاوزت الطرح الرّمزي ...إذا ، أرى و كأن الجعايبي و بكّار يعيشان في عام ألفين ! مش 2010، اليوم الساحة السياسية و الثقافية تجاوزت طرحهم ...بطرح جديدة ، يعني المعالجة للدكتاتورية ّ
و لكم سديد النضر
juste une remarque Monsieur,
yahia yaich n'est pas ministre, c'est un haut responsable politique plus important qu'un simple ministre
لازمها فرجة المسرحيّة هاذي
وقتاش تتعرض للجمهور العريض؟
@BTB
jusqu'au mois de juin
tous les vendredi et samedi à 19h30
et le dimanche à 17h
et ce à la salle LE MONDIAL qui a ete remise à neuf par la troupe FAMILIA
تحياتي قصة أونلاين
شاهدت المسرحية يوم الجمعة,أعتقد أن فاميليا برود بحاجة لمن يسلط عليها سهام النقد بعد التخلص من تأثيرات تقنية الإبهار التي عودتنا بها في جل أعمالها، بداية لا يصعب على من عايش سبعينات و ثمانينات القرن الماضي أن يلاحظ تطابق شخصية يحيى يعيش مع شخصية محمد مزالي الوزير الأول السابق حاول النص بإخفاق كبير أن يصنع مسؤولا سابقا إفتراضيا يشرح من خلاله تركيبة سلطة دكتاتورية. كان بإمكان الأيدي الأربعة التي كتبت ذاك النص أن تكون دقيقة أكثر سيما وأنها واكبت فترة ذلك المسؤول السابق, حين نلامس التاريخ علينا أن نتوخى الدقة وأن ندلي بنصيبنا من الحقيقة لا أن نمسرح "نصيبه من الحقيقة" و نضحك على ذقون الناس بما أستطيع أن أقول أنه لا يعدو أن يكون "عمشة في دار العميان"