الخميس، 28 فبراير 2008





"موميّه ابو جمال" mumia abu jamal سجين رأي أمريكي أصيل مدينة فيلادلفيا محكوم بالإعدام منذ 1982.

ولد في 1954 و اسمه الأصلي wesley cook واتخذ اسمه الجديد "موميّه" من اللغة السواحليّة و "جمال"

عندما انزاد له ولد بهذا الاسم. أوقفته الشرطة في 1968 و عمره 14 سنة خلال مظاهرة ضد المرشّح الجمهوري العنصري george wallace . مارس مهنة الصّحافة الإذاعية و كان صوت من لا صوت لهم. ناضل طويلا ضمن حركة move . مورست ضدّه كلّ أنواع الضغوطات لتلجيمه إلى أن أطرد من عمله في المحطّات الإذاعية

تحوّل إلى مهنة التّاكسي. في يوم من أيّام ديسمبر 81 بينما كان ينزل حقائب حريف جرح إصابة بليغة في تبادل نار. ثم اتهم بقتل عون أمن daniel faulkner معروف بعلاقاته المشبوهة مع المافيا. حكم عليه بالإعدام في 1982.

و بالرغم من إعلان احد رجال عصابات الأجرام أنّه هو قاتل الشرطي و ثبوت أن المحاكمة لم تكن عادلة فانّ القضاء الأمريكي يرفض بعد 26 سنة إعادة محاكمته.

تجنّدت عديد المنظمات لمساندة "موميّه ابو جمال" و منها amnesty international و أصبح رمزا لكل النضالات ضدّ حكم الإعدام.

في أكتوبر 2003 أسندت له مدينة باريس لقب المواطنة الشّرفيّة.

كتب عديد الكتب يتحدّث فيها عن حركة black panthers و تأثيرات العولمة الرأسماليّة على شعوب بلدان الجنوب و عن حقوق المساجين في السجون الأمريكيّة. و جل هذه الكتب مترجمة إلى الفرنسيّة و منها :

- en direct du couloir de la mort

- condamné au silence

- la mort en fleurs

في 2005 افتتحت جينيرك شريطي الوثائقي "the axis of evil " بإهداء الشريط اليه




الأربعاء، 27 فبراير 2008



Le cinéma "africart" a programmé pour l'après midi du 27 février 2008 le film "l'esquive" de abdellatif kechiche. Ce film sera projeté pour les étudiants des écoles de cinéma à 15 heures et pour le public à 18 heures 30.

Apres une carrière d'acteur dans "le thé à la menthe" d'abdelkerim bahloul en 1984 et

"Les innocents" d'andre techiné en 1987 puis "bezness" de nouri bouzid en en 1992 abdellatif kechiche réalise la même année son long métrage "l'esquive" avec une équipe de jeunes de la banlieue parisienne.

C'est l'histoire d'une bande de collégiens qui, à la demande de leur prof de français, monte des scènes de "jeu de l'amour et du hasard" de marivaux.

C'est un film réalisé avec panache et audace autour du thème des jeunes de banlieue et de leur langage.



الثلاثاء، 26 فبراير 2008




تعرض قاعة " افريكارت" حاليّا شريط " الكسكسى و البوري" " la graine et le mulet"

للمخرج عبد اللطيف قشيش. الفلم يروي قصّة"سليمان", عامل مغاربي مهاجر بفرنسا. يطرد من شغله بأحواض

صناعة السفن . يقتني مركبا قديما و يقرّر إنشاء مطعم عائم.

صوّر الشريط بممثلين هواة أبدعوا و ارتقوا بهذا العمل إلى مستويات عالية.

تكمن قوّة الشريط في شدّ المتفرّج ساعتين و نصف حول مواضيع من الحياة اليوميّة. نرى شخوص الفلم تتخاصم في ما بينها (وضعيّة زوجة الابن الفرنسيّة التي تعاني من ثصرّفات زوجها و أمّه) أو في صراع "سليمان" مع الإدارة و البنوك.

يبدو أن عبد اللطيف كشيش توصّل إلى إنتاج عمل تميّز بخاصّيتين :

هذا الشريط جدّي و واقعي و ينتمي في نفس الوقت إلى صنف الأفلام الشعبيّة.

و دليلي على ذلك مشهد البنت وهي تحاول إقناع أمّها بحضور حفل افتتاح المطعم. مشهد في فضاء ركن من غرفة . لقطات في أحجام صغيرة من نوع اللقطات الكبيرة أو اللقطات القريبة من الصدر, كلّها أحاسيس و حميميّة.

ذكّرني آخر الشّريط في تركيبه المتوازي بنهاية "رسائل من سجنان" لعبد اللطيف بن عمّار.

شريط "la graine et le mulet" ممتاز. هو أنشودة لعلاقات أبوّة مختارة و غير مفروضة. شاهدوه و نوّهوا به لدى أصدقائكم.



الثلاثاء، 19 فبراير 2008




La plus étrange des créatures
Comme le scorpion, mon frère,
Tu es comme le scorpion
Dans une nuit d’épouvante.
Comme le moineau, mon frère,
Tu es comme le moineau,
Dans ses menues inquiétudes.
Comme la moule, mon frère,
Tu es comme la moule
Enfermées et tranquille.
Tu es terrifiant, mon frère,
Comme la bouche d’un volcan éteint.
Et tu n’es pas, hélas,
Tu n’es pas cinq,
Tu es des millions.
Tu es comme le mouton, mon frère,
Quand le bourreau habillé de ta peau
Quand l’équarisseur lève son bâton
Tu te hâtes de rentrer dans le troupeau
Et tu vas à l’abattoir en courant, presque fier.
Tu es la plus étrange des créatures, en somme,
Plus drôle que le poisson
Qui vit dans la mer sans savoir la mer.
Et s’il y a tant de misère sur terre
C’est grâce à toi, mon frère,
Si nous sommes affamés, épuisés,
Si nous sommes écorchés jusqu’au sang,
Pressés comme la grappe pour donner notre vin,
Irai-je jusqu’à dire que c’est de ta faute, non,
Mais tu y es pour beaucoup, mon frère.

nazim hikmet


السبت، 16 فبراير 2008



المسؤول : لم نعثر لك على عمل...لم لا تهاجر إلى ليبيا?

الرّجل : و أولادي ?

المسؤول : أولادك في حفظنا, ألا تعلم أنّ كلّ من يولد في هذه المدينة

هو في رعايتنا من لحظة ولادته إلى لحظة وفاته...البارحة مثلا ولد

في المدينة عشرة أطفال, و قد سهرنا الليل كلّه, لننظّم حياتهم بيننا...

واحد سيكون معتوها...واحد سيكون معلّما, رغم أنّنا سنضطرّ

إلى تأجير مستودعات أخرى...ثلاثة سيكونون من المحكوم عليهم

بالسجن المؤبّد...واحد سيكون معارضا...واحد سيكون فلاحا...

واحد سيكون قاتلا و يعدم...التاسع سيكون مهاجرا. أمّا العاشر

فنحن نتوسّم فيه الخير...أبوه من عائلة مجيدة...سيكون سياسيّا ناجحا

و يفوز في كلّ الانتخابات البلديّة و التشريعيّة التيّ سيخوضها...

مشهد من "تمبكتو" السّعيدة

المنصف الوهايبي



الجمعة، 15 فبراير 2008



مدير المعمل : قلت لك ألف مرّة...إذا أردت أن تشتغلي عندنا... اكتبي استقالتك...

المرأة : لم أفهم يا سيّدي.

المدير : و لكي أزيدك اطمئنانا...لا تثبتي تاريخ الاستقالة...

المرأة : لم أفهم...أستقيل من عمل لم أقم به...

المدير : كلّ الذين يشتغلون عندنا, كتبوا رسائل استقالتهم قبل مباشرة العمل و امضوا عليها.

المرأة : لم أفهم...

المدير : حتّى إذا اضطرتنا ظروف قاهرة إلى الاستغناء عن بعضهم أو استبدالهم بعمّال آخرين ...أخذنا رسالة الأأستقالة و أضفنا إليها التّاريخ فقط...و تجنّبنا بذلك وجع الدّماغ و المحاكم و النّقابات...هل فهمت?

مشاهد من "تمبكتو" السّعيدة

المنصف الوهايبي



الثلاثاء، 5 فبراير 2008



الاستدعاء

لم يلتفت إلينا الحارسان لشدّة اهتمامهما بالسحب الدكناء التي بدأت تلبّد السّماء. قال فارع القامة أن ما برمجه ليوم الأحد أصبح من قبيل المستحيل. أجابه زميله صاحب الحاجبين الغليظين :

_ قالوا صباح اليوم في النشرة الجوّية... أنّ السحب ستنقشع..

_ هه...لا أظنّ ذلك...هذا النوع من السحب عندما يأتي...يحتلّ السّماء لعدّة أيّام...

السّاعة تشير إلى العاشرة. بدأ المطر ينزل خفيفا و بدون انقطاع.

كتب على استدعائي أنّ الأبواب تغلق على السّاعة الثامنة و الربع بالضبط. أسعفني الحظّ عند وصولي في تمام الثامنة و سبع عشرة دقيقة أن قبل منّي فارع القامة ورقة نقديّة من فئة العشرين و فتح لي الباب ثم حشرني في آخر الطّابور. نظر إلي بازدراء قائلا :

_ احمد ربّك أنّ شخصا مثلي ما زال موجودا... أنت لا تعلم ماذا كان ينتظرك لو لم تتمكّن من الدخول إلى مركز واد الملح.

نسي أنّي أصبحت محترفا في فنّ الطوابير. لكنّني مع ذلك أتساءل دائما كيف يفعل, الآخرون, أولائك الذين يحتلّون مثلي المواقع الأماميّة في الصفوف.

سال ماء المطر على رقبتي. رفعت ياقة سترتي , التصقت ببشرتي. لاحت من بعيد زرقة بزّات نظاميّة تمشي في رواق علويّ على يمين الطّابور. المكان مصنع قديم لقنوات الأسبستوس. حيطان جرباء رمادية, تلمع تحت زخّات المطر. قناطر من الحديد كانت تربط المباني و قد نخرها السّوس. وعلى يمين المربّعات الأسمنتيّة حيث كنّا رابضين, ارتفعت أعشاب الخيميّات و الأسليخ.

كان الصفّ يتقدّم ببطء كبير. كلّ خطوة تعقبها وقفة لا تنتهي., تعوّدت أرجلي على ذلك لكثرة ما يستوقفونني لمراقبة هويّتي.

من حين إلى آخر يخرج أحدنا من موقعه متّجها نحو فتحة في الجدار الأيسر, يبدو أنّها تفضي إلى دورة المياه. يرجع و هو يتمّ قفل أزرار سرواله تحت مراقبة مائتي زوج من الأعين.

ثم يخرج واحد آخر فتشيّعه النظرات إلى الفتحة و ترجع معه بعد بضع دقائق. كنت شارد البال متأمّلا أشكالا هندسيّة معدنيّة غطّت أعلى نوافذ مخازن تحتلّ أسفل المباني, و إذا بصراخ ينبعث من وسط الصفّ.

امرأة تولول بأعلى صوتها, كومة من اللحم ,قصيرة القامة التصقت ثيابها بتضاريس جسمها المكوّر بفعل المطر.

_ ارجع مكانك و إلا... أنا هنا منذ تسعة أيّام...لن تمرّ حتّى ولو قبل الآخرون...يجب أوّلا أن تعبر فوق جسمي...

رأيت الحرّاس ينقضّون على كهل أسمر, عالي الوجنتين, عريض الجبين. جرّوه وسط برك الماء ثمّ لطخوه ورائي بعد ما أشبعوه ركلا. سرت في الطابور همهمة و صاح أحدهم في المقدّمة: " ارفعوا أيديكم يا أوغاد "

ركض الحرّاس نحو الصوت. أرعدوا, هدّدوا, حاولوا إقناع البعض بالوشاية لكن دون جدوى.

رجعوا نحونا فوجدوا الرجل قد استوي. أخذوا استدعاءه. استعمل أحدهم جهاز الاتصالات :

_ القرش المركزي...القرش المركزي... من قرش سبعة... أنا قادم للمكتب الثاني...أبعثوا من يعوّضني...

مسح الكهل الأسمر جبينه بكمّه سوّى نظّارته ثمّ مدّ لي يده و قال مبتسما:

_ اسمي محمد الصالح... التمّامي...مدرّس و شاعر في أوقات الفراغ... يعني أربعا وعشرين ساعة في اليوم.

صحيح أنّني قرّرت عدم الكلام في الصفّ خشية المخبرين. ها هو يرغمني علي الإجابة:

_ الحراسة تحوّل من يمتهنها إلى وحش ضار.

أعاد مسح جبينه. مرّر أصابعه الرّقيقة على مقلته اليمنى لمسح الماء الملتصق بجفونه. و خاطبني:

_ ماذا كتب في استدعائك...

_ ...ساعة الحضور الثامنة و الربع...والمكان...الرصيف رقم خمسة قبالة المخازن.

_ كلّنا في نفس القارب...عتمة و ضباب...حاولت منذ ساعة معرفة سبب الاستدعاء من أحد الحرّاس و لكن دون جدوى...سمعتهم يتجادلون...النيل من المكاسب...هدم القيم...حملات...لم أفهم...

بدأ صوته يرتفع و خفت أن يواصل على تلك الوتيرة, لكنّه صمت. أحسست بأرجلي تتجمّد, فركت أصابعي عدّة مرّات, الوقت يمرّ والمطر ينهمر و الطابور يزحف ينهشنا ببطء و لا ينتهي. جذب الشّاعر من جيبه قطعة من الشوكلاطة, قسمها و ناولني جزءا.

فجأة, وقعت جلبة في وسط الطّابور و إذا بالمصطفين يتحلّقون. جرى الحرّاس نحوهم. صاحوا:

_ الكلّ في مكانه...

رأيناهم يضغطون على صدره و ينفخون في فمه. ثمّ نزل من الرواق العلويّ صاحب بزّة نظاميّة. وقف أمام الجسد الملقى وسط بركة الماء. سمعت أحدهم يقول أنّه مسؤول عن المركز و يسمّى الحاج مفتاح.

.

لمس رأس الميّت بخيزران, ثمّ لطم جزمته في حركة متقطّعة. رجّ الرعد المكان بفرقعة كأنّها قرقعة طبل.

سمعت من كان يسبقني في الصفّ يقول هازئا إن الرّجل الملقى على الأرض واحد آخر أصبح معفى من الوقوف في الطوابير و دفع فواتير الماء و الكهرباء و الغاز و الهاتف و ركوب الحافلة رقم 731 و خلاص الأداء على القيمة المضافة و معاليم التطهير و عدّادات وقوف السيّارات. وصلت نقّالة يجرّها عجوز يلبس زيّا برتقاليّا يحمل رقما على الظهر. رفع الجسد و رمي كالكيس .ثمّ رجع ركب النقّالة من حيث أتى.

نظر لي المدرّس الشّاعر, قطب جبينيه و همس في صوت خفيض:

_ يبدو أنّهم وجدوا الطريقة المثلى للتخلّص من الزائدين على النّصاب. أصبحنا مجرّد أرقام على شاشة الحاسوب. تراقب هويّتنا في الطّريق العام أو نستدعى للطابور كلّما استوجب ذلك.

في السّاعة السّادسة مساء أشعلوا الأنوار الكاشفة . زادت حدّة تساقط المطر و نفذ الماء إلى كامل جسمي. اشتكى أحد الواقفين من آلام في قصبات رئتيه و حاول مغادرة المكان إلا أنّ الحرّاس دفعوه بقوّة و أرجعوه, عقابا له, في آخر الصفّ.

تقدّمت رويدا رويدا إلى أن وصلت حوالي العاشرة و ثلاث دقائق أمام غرفة كتب في الجزء الأعلى من بابها بالأسود " الفيلق 5 ". أدخلت ثمّ أمرت أن أنتحي ركنا بعيدا. في صدر الغرفة طاولة جلس خلفها رجلان كان أحدهما يمسك دفترا و الأخر يكتب على حاسوب. تفحّصاني مليّا, أخذا منّي استدعائي. رسم صاحب الدفتر علامة في مربّع في الصفحة الخلفيّة من الاستدعاء و قالا لي بصوت واحد:

_ أنهينا العدّ منذ ثلاث دقائق, ارجع غدا على الساعة الثامنة و الربع, في نفس المكان... الرصيف رقم خمسة.

جانفي 2008