الثلاثاء، 23 فبراير 2010








عرضت فرقة "المسرح اليومي" عملها "الظلّ و الهجير" يوم 20/02/2010 في إطار مهرجان علي بن عياد للمسرح في مدينة حمّام الأنف . نصّ المسرحيّة للإعلامي القطري حسين راشد و إخراجها للمنجي بن براهيم. الملفت للانتباه هو امتلاء القاعة بجمهور أغلبه شباب بقي إلى آخر دقيقة منتبها يتفرّج على عرض باللغة العربيّة الفصحى.

المسرحيّة ،صراع بين امرأة(أنيسة داود) و زوجها(منجي بن براهيم) يقيّمان علاقة حياة كاملة. هو جنرال سابق يداه ملطختان بدماء من عذّب و سجن و قتل. هي زوجته ،كاتبة، عاشت سجينة في ظلّه و تحت إمرته . تدور الأحداث في أزمنة ثلاثة : حاضر غابت فيه الزوجة لأنها غادرته، ماض تقع فيه المحاسبة بينهما و حاضر يموت فيه الجنرال السابق. أثّث الركح بطريقة كلاسيكية على أساس أن المكان قاعة جلوس مع إنارة لا تفنّن فيها و لا خصوصيّة. قوّة المسرحيّة النسق التصاعديّ للصراع بين الشخصيّتين و أهميّة موضوع المحاسبة التي تقوم بها المرأة لماضي زوجها و مغادرته له علما أن كاتب النصّ أكّد أنها لم تنجب منه لأنه مصاب بالعقم. كان أداء الممثلين جيّدا و نطقهما للغة العربيّة سليم.

هذه المرّة الثانية على التوالي يتحدّث فيها المنجي بن براهيم عن السلطة و التسلّط حيث طرح في عمله السابق "حرّاس المدينة"(نص المغربي المسكيني الصغير) تساؤلات عديدة حول الواقع السياسي في البلدان العربية و عن من هم "حرّاس المدينة" و عن المدينة و تابوهاتها السياسية و عن رموز السلطة فيها و عن وجوب اعتبار هذه السلطة فزّاعة لا أكثر. كلّ هذا في لغة مسرحيّة صرفة دون السقوط في الشعارتية و اللغة الخشبيّة.