يقول براشت في مدخل نصّه " ملاحظات حول العمل الأدبيّ "<< ...بعد أن تفرّج في مسرحية ايفيجيني قال عالم رياضيات : <<...حسنا...و ماذا يثبت ذلك؟ ...>>
كنت في نفس الوضعية عند مشاهدتي (للمرّة الثانية) مسرحيّة "حقائب " نص يوسف البحري سنغرافيا و إخراج جعفر القاسمي. عرضت من جديد مسرحية "حقائب" في افتتاح مهرجان على بن عيّاد للمسرح في مدينة حمّام الأنف بتونس يوم 19/02/2010. المسرحية من نوع meta-theatre تحكي عن المسرح و الممثل . ثمانية ممثلين فوق ركح عار ينتظرون ترخيصا ،لا يأتي، لركوب البحر. سمّاهم كاتب النصّ "حياة"،"نجاة"،"صادق"،"هاجر"،"الياس"،"حبيب"، يتمحور كلّ جهدهم حول مقولة يردّدها أحدهم عدّة مرّات " بلادنا بابور... و الممثل ناظور". ساعتين من الجهد المسرحي العالي القيمة تمثيلا و اخراجا و سنغرافيا من أجل نصّ متوسط لا يستحقّ كلّ ذلك العناء. نصّ يتصنّع الضحك و البكاء و التباكي، مملّ، ثرثار،لا دراما فيه، يريد في العديد من مقاطعه تقليد اسلوب توفيق الجبالي في الكتابة بتلاعب بدائي بالكلمات من أجل الإضحاك،لكن دون جدوى (من ناحيتي/ منّ حيطي...يعطيك الصحة/يعطيك الصحفة). لم أفهم أيضا اقحام مقاطع من مسرحيات "هملت" و "انتغون" في العمل (حشو، استعراض عضلات معرفي). ساعتين كاملتين تحدّث فيهما الممثلون عن "المسرح و الكتابة و جسد الممثل و الجمهور و المسؤولين و شريط sur la route de Madison و موقع الممثل في المجتمع و وضعه القانوني و سكايب و فاسبوك و الممثل السكير الذي لا مشروع له..." كلّ هذا في العام و المطلق دون التطرّق و لو ثانية واحدة لنوعيّة المسرح و محتواه . بالنسبة لي شخصيّا ،الممثل ليس ناظور المجتمع و الأنشغال بوضعيّة سكّان الحوض المنجمي بقفصة أهمّ من وضعية الممثل بتونس و مكانة المسرح مقارنة بكرة القدم.
فكرة "المجتمع" مغالطة لأن المجتمع من "بابوآزيا الغربيّة" إلى جزر "الملوين" مرورا بتونس غير متجانس و متكوّن من طبقات متنافرة المصالح لا ترى الأشياء من نفس الزاوية و كذلك فكرة أن الممثل ناظور. فناظور أغلبيّة المجتمع... منظمات و جمعيات و مثقفون و مشاريع ثقافية تبلور هموم هذه الأغلبية و ليس "الممثّل" المبهم الذي لا تعريف سياسي و لا ايديولوجي له .
c'est vrai.le jeu des acteurs etait excellent.le texte tres moyen et fumeux