في اليوم الرّابع للقاء السنوي للمسرحيين الشبّان المقام في فضاء "التياترو" بتونس عرضت فرقة "كريياتيس" مسرحيّة من إخراج صالح حمودة نص لعماد الساكت عنوانها "يبقى حديث".
مقعد و عامود كهربائي في باحة . شيخان يلبسان الأبيض بيضت أطرافهم و وجوههم بالماكياج. استغلّ الركح و أرجائه بذكاء ، كان الإخراج ديناميكيّا ،خاصة في الجزء الأخير من العمل حيث تحوّل المقعد و العامود إلى سفينة. ثمّة بعض الهفوات في تمركز الممثل المتقمص لشخصية "حسونة" الذي خرج عديد المرّات عن مجرّات الإنارة و أصبح في ظلمة غير مقصودة من طرف المخرج( و هذا لا يؤثر على العمل لأنّه في عروضه الأولى)
الشيخان "حسونة"(الجالس في كل ردهات العمل لأنه شبه مقعد) و "سلومة" يسكنان دار العجّز لأن الأول فقد أهله عند انفجار لغم في الجبل و الثاني أيضا فقد ذويه في سقوط عمارة. العلل واهية و يقبلها المتفرّج الذي يصبح متعلّقا بحلم "سلومة" التزوّج من "شنتيّة شامية" و ما يصحب ذلك من فنتزما و خيال و هو المرّدد طوال المسرحية "...من لم يتزوج شاميّة مات أعزب..." و حلم "حسونة"(كان بحّارا في شبابه) في الإبحار من جديد لأنّه يرفض الموت في غير البحر. "حسونة" يمتلك راديو قديم يشغّله طوال العرض و يمرّ به من محطّة إلى أخرى. شريط صوتيّ ممتاز فيه عمل جاد و بحث واضح. تجوّل بنا الشيخان في متاهات ذاكرتهما و غرقهما الاجتماعي و أحلامهما. "سلومة" ما زال ماسكا بالحياة و بالجنس إلى حدّ ممارسته "على" زميله "حسونة". في آخر المسرحية "يبحر" الرجلان في سفينة صنعها "حسونة" لأنهما ما زالا متشبثان بالحياة و لا يريدان الموت في دار العجّز. العمل ممتاز و يعطي إشارة إضافيّة أن جيلا جديدا من المسرحيين المثقّفين المحبّين للمسرح بدأ يظهر و ينتج أعمالا جادّة تجلب الجمهور( كل العروض التي شاهدتها كانت فيها القاعة مكتظة).
très belle pièce, avec une excellente performance des acteurs.
une des meilleures productions de la saison à mon avis.
très bonne continuation à eux
مسرحية جيّدة.اوافق الرأي أن جيلا جديدا في صدد التكون،لا يمكن التغلب على التفاهات من نوع مسرحية "غلطة مطبعية" الا بهذه الأعمال