كان لجمهور غفير لقاء مع مسرحيّة "رثاء الفجر" للكاتب العراقي قاسم مطرود الذي قدّمته فرقة "مسرح مزون" العمانيّة على ركح دار الثقافة ابن رشيق بتونس يوم الجمعة 13 نوفمبر2009 .المشهد الركحيّ يتمثّل في كومتين من الصحف القديمة تعلوها جماجم تجسّم شواهد في مقبرة. ديكور تمّ انجازه بإتقان و دقّة. مشهد ليلي حسب نوعية الإضاءة. امرأة تجلس أمام أحد الشواهد تتلو تعاويذ غير مفهومة. أصوات من خارج الركح تدلّ على حركة مدينة. بناء درامي فيه بوح معلن و ذكريات وشوق حيث تحكي المرأة عن الذي "كان". في النصّ شاعريّة عالية .تتكلّم المرأة( الزوجة) مع زوجها و هو في قبره في عشق مجبول بالطيبة :
الزوج :لم نعرف الأعياد منذ زمن...ففي الدنيا...
الزوجة : كان العوز يمنعنا من الفرح...
ثمّ يخرج الميت (الزوج) من قبره. يمسك الزوجان بذكرياتهما. و يعيشان اوقاتا ممتعة في أحضان بعضهما رغم قتامة و مرارة الوضع. يعلم المتفرّج أن المرأة فقدت أيضا ابنها في حرب. يكتشف المتفرّج في آخر العرض أن المرأة هي أيضا ميتة و أن المسرحية هي ليلة جمعت حتى الفجر رجلا و امرأة أحبّا بعضهما في الحياة.
كانا الممثلين سميرة الوهيبي و ادريس النبهاني على درجة عالية من الحرفيّة و كان الإخراج في مستوى كبير من الدقّة و الرقّة حيث لم يستعمل التقنيات البالية و السّاذجة التي تمارسها التلفزات في هذا النوع من الأعمال(البكائيات،الموسيقات الجنائزية...).
عمل جيّد ،ممتاز ابهر كلّ الحاضرين .
je suis d'accor avec ton analyse j'ai vu la piece c'est une decouverte.