يوم الخميس 12 نوفمبر كان جمهور قاعة "المنديال" بتونس على موعد مع مسرحية " سفر " من إنتاج فرقة آرتيس في إطار فعليات أيام قرطاج المسرحيّة. المسرحيّة نصّ و دراماتوجيا لصباح بوزويته و إخراج سليم الصنهاجي. تمثيل صباح بوزويته، نعمان حمده و سفيان الداهش.
هذا العمل ليس بجديد (من إنتاج 2000) و وقع تحيينه و إعادة صياغة نصّه و إخراجه. امرأة و رجلان اعتادا التلاقي كل يوم في حديقة يمكن أن تكون تابعة لمستشفى للأمراض العقليّة لأن شخصيّات المسرحيّة تتحدّث على "حضرة الناظر" و عدد "المقيمين الثلاثة مائة و خمسين" و"هل حان وقت العشاء ؟". ديكور حديقة كبيرة أنجز بدقّة في اختيار الألوان و تموقع الإكسسوارات ينمّ عن حرفيّة كبيرة.
تتشابك الشخصيّات ثناءى و تتصارع حول إشكال السحب و كأنّها قد فقدت ذاكرتها. تأخذ المسرحيّة من "ايونسكو" التفاهة الحائرة للحوار. و من "بيكيت" الفكر التائه. الشخصيّات لا تتذكّر إلا القليل من ماضيها و تبدوا بدون مستقبل( عند الكلام حول حوار الشباب و حرية التعبير أو قناة 7 و الجزيرة...). تقول المرأة "كنزة"إلى أحد الرجلين "...أنظر إلى الأمام...هل ترى شيئا؟...أظنّ لا شيء في الأفق.."
كان العمل في غاية من الدقّة من حيث الحركة على الركح و مستويات الصوت و تشكيل الصراعات بين الشخوص عند جلوسهم. عمل محترف يأتم معنى الكلمة يحمل مضمونا و يشرّف المسرح التونسي.