حين كنا بلداءْ...
وعدونا... بالحرية
فتفننوا في إصدار المدونات
وبرعوا في النقش على جدرانِ
الزنزانات...
ابدا لم يضاهيهم أحد
في زخرفة الأشواك حول
السجونْ.
صوَّروا القوم إسْوِرًا...
وصاغوه بالحر...واقعا
وفق التعاليم .
...حين كنا بلداءْ...
وعدونا بطيب العيش
وناقشوا مستوى التخمةِ
تحت قبابهم النتنة...
أعلنوا القرار المقدس...
رفعوا ثمن الخبز
وقالوا ذاك بمباركة...
السنابل والمطر والفلاحْ
... حينَ كنَّا بُلداء...وعدونا
بالديمقراطية الحقَّة...فذُهلنا
علَّقُوا اللافتات...ملئوا الدنيا
قَسَمًا زائِفًا...فزادَنا ذاكَ يقينًا
وما عَلِمنا أنَّ...التكافُلَ والإخاءْ
بِمعاجِمهم مُفرَدات واهية
حين كُنا بُلداء...وعدونا.....
...صوَّروا لنا ....
السياسة ذنب ذميم ومارَسوها علينا
والشعر إبداع عقيم وقالوهُ فينا
والثورة عمل مشينْ
سلبونا السيف والغمد والخنجر
ومنحونا نماذج من رسائل غرام
وقِطعَ بيانو أثرية ...
بعدما وُعِدنا بِلَوحاتِ قانونْ
لِنَعزِفَ تقاسيم السلام ...و لا سلامْ
وصَبَرنا يا وطني خمسين عامًا
لكنَّ سيادتهم ...
لا يُحِسُّون أنهم أحياءْ
إلا إذا متنا....
ولا يتذوقونَ طَعمَ الخُلُود
إلا على جُثثنا...
وعدونا...و وعدونا كَثيرًا ولا رجاء
فهل سيرحمونَ هذه البلاد...
إذا أقْسمنا لكم بالوَلاَءْ.
عادل البخشوش (المغرب)
عن موقع "النهج الديمقراطي"