تذكّرت اليوم... عدنان...و بقيّة الأحبّة...و ها أنا أهديهم هذا القصيد ...
لا بد أن يزدهر القرنفل في مكان ما
أنا في النور السائر إلى الأمام يداي شهيتان وحلوة هي الحياة عيناي لا تشبعان من الأشجار خضراء تلك الأشجار، ومليئة بالأمل يمر درب مشمس بين أشجار التوت وأنا في شباك ردهة السجن لا أشعر برائحة العفن ولا بد أن يزدهر القرنفل في مكان ما هذه هي المعادلة القضية ليست في وقوعنا أسرى القضية كلها هي في رفض الخضوع
قدّمت فرقة "عطيل للإنتاج الفنّي" يومي 6 و 7 فيفري 2009 بقاعة الفن الرابع بتونس، مسرحيّة
"أصحاب"
نص: لسعد بن سعيد
إخراج : جمال ساسي
تمثيل : جمال مدني ، فاتن خميري و حسام الغريبي
الملخص : أستاذ فلسفة(في التعليم العالي)لم يكتب كلمة واحدة من أطروحته منذ أكثر من سنة و زوجته الطبيبة التي رفعت شعار "نحب نعيش " و "نحب نحبل" و شاعر بوهيمي (عاطل عن العمل و مطلّق) صديق الزوج في حوار حول مهيّة الحياة.
فضاء ركحيّ خال من كل ديكور عدى طاولة و ثلاثة كراسي. إضاءة من نوع "داخلي/ليل". لا شيء يوحي بالمكان أو الزمان باستثناء قولة في منتصف المسرحية على لسان احد الشخوص "...احنا في تونس...".
اكتفت إدارة الممثلين بالحد الأدنى :
جزء أول قدمت فيه الشخصيات الواحدة تلو الأخرى. ثم تدخل و خرج من الفضاء الركحي حسب حضورها في النصّ.
تقنيتان فقط استعملتا للتعبير عن الصراع : "المظاهرة" (personnages dos à dos )
و التعبير الجسماني الراقص.
فاتن الخميري و جمال المدني كانا على درجة عالية من الحرفية في أداء دورهما. حسام الغريبي تعثر عديد المرّات
في النصّ مع لمسة واضحة من "الكابوتيناج".
الأشكال الكبير في هذه المسرحية هو نصّها. كاتبها نمذج لنا مثقفا " أفلس و أصابه العقم الأدبي و الجنسي
و أصبح غير قادر على التكيف مع مجتمعه. يعيش في ضباب الموسيقى الكلاسيكية و يحلم بأطروحته حول انتصار
العقل" و شاعرا بوهيميّا انسلخ من سلك التعليم ليعيش حرّيته . سكن الشارع و الحانات و خالط كل الفئات(حتى أعوان
البوليس) و يؤمن أن "من لم يحاول الانتحار أو كتب قصيدة في حياته لم يفهم شيئا من الحياة"
"حكاية مجبودة من الحيط" كما يقول ابن أخي.
المثقفون يا صديقي لسعد بن سعيد لأنهم أصناف متعددة يمارسون دورا في تكوين و بناء الأيديولوجيات و بلورة التماسك الاجتماعي الذي يتكون من حوله البناء الاجتماعي. فالنشاط الفكري ليس حكرا على فئة معينة دون سواها.
"...كل أفراد المجتمع "مثقفون" ...و لكن ليس لكل الأفراد وظيفة المثقفين في المجتمع..." كما قال gramsci.
كل هؤلاء المثقفون يساهمون، كل من موقعه في المجتمع، في بلورة مفاهيم و تنظيرات في الاقتصاد و السياسية
و الذوق و تنظيم المجتمعات و الجمال و حتى علاقتنا مع إسرائيل و بوتسوانلاند.
إذا فكرة "المثقف" الواحد الأحد بائخة و كذلك فكرة الشاعر البوهيمي مطهّر "المدينة" من خطاياها و منجّيها من عذاباتها . هذه الأفكار لا ترتقي بوعي الناس فهي رمل و سراب.
قرأت رواية "أحلام هاربة" منذ سنتين في شكلها "الفلاق"...أعجبتني لغتها و نسق أحداثها و نمذجة شخوصها و بعدها الرمزي...
من الكتاب:
..."غالية"...ذلك الشيء الجميل الذي نسعى إليه، لكن عوائق كثيرة تمنعنا من ذلك...هي المتعة التي ننشدها لكن آلاف القوانين تحول بيننا و بينها...هي السراب الذي قد يقودنا اللهث وراءه على العثورعلى الماء من حيث لا ندري...