الجمعة، 15 مايو 2009


علمت مساء أمس غلق المدوٌنة التونسية "عمروش". هذه الفعلة اعتداء آخر على حرٌية التعبير.
اعلن رفضي التٌام لحجب المدونتات و الصحف.
أطالب برفع الحجب عن :
- Dailymotion
- Youtube  
و المدوٌنات و المواقع التالية :  
- فري رايس
- استروبال
- عمروش
- ضد الحجب
- تونيزيا واتش
- تونيس نيوز
- البديل
- ديبا تونيزي
- البطحاء
- كلمة
و غيرها من المواقع المحجوبة في تونس .





الخميس، 14 مايو 2009




كانت تشخر زادت بف...
الكلنا شفنا في 15 سنة الماضيين كيفاش الفضاء المسرحي ،باستثناء بعض العلامات المضيئة ، بدا يتقهقر و ما قعد في الواد كان تفاهات التسطيح و التجهيل . بعد هالمدٌة فهمنا اللي العولمة النيو-ليبيرالية ما عندها ما تندب بالمسرح ، خاصٌة هاك النوع اللي يشارك في بناء هويٌتنا اللي يبث افكار الحريٌة و الأنعتاق. ... العولمة تموت و تفنى على …entertainment تحب بزنس فرجوي... العولمة تحب النجاعة الأقتصادية (نفس القاعة يتعمل فيها كرة اليد و يقام فيها مهرجان الهيب هوب و الأجتمعات الحزبية و تصفيات الستار اكاديمي...). شعارها الوحيد : الدنوٌس... البحٌيمي ...الربح... هاكم شفتو الأغنية التونسية اش ولات ( هاك النهار سمعت واحد مننٌح عامل روحو مغني يحكي على الهاوز ميوزيك.)
Un truc à se taper le cul au plafond...تقول claude sarraute .. يذكرها بالخير.         و ريتو بعويناتكم اش صار للأنتاج التلفزي( هو ديجا كان حموم ردوم ...) بفضل الرعاية الموصولة متاع شركة "الهندي المكسيكي ".
مشيت توه اكثر من 3 اسابيع، يوم 18 افريل في المسرح البلدي بتونس، "تفرٌجت" على العرض الأوٌل متاع "رواية" اسمها "سعدون28" اخراج منير العرقي ،تمثيل سفيان الشعري، و نص الطاهر الفازع .
اش باش نقوللكم...عيطه و شهود على ذبيحة قنفود... حفلة آخر السنة متاع روضة...عملية ترويع جماعية... استخفاف بعقول الناس...اعتداء غاشم بأسلحة الدمار الشامل على متفرٌجين عزٌل...
يا ولادي ...اذا باش يتواصل عرض الوان مان شاو متاع سفيان الشعري "سعدون 28" يلزمنا نطلبو اجتماع فوري لمجلس الأمن . سفيان الشعري ، المرٌة هاذي يلزمنا نشوفولو حلٌ...المرٌة هاذي وصل لقع البير...صياح وعياط ...يعاود في نفس الحركات للمرة الألف...من فين جاتو العرض هذا... مواصفات الرواية ؟... شفت هالنهارين واحد حبيٌب تفرٌج على العرض في صفاقس يوم 2 ماي . نفس الأنطباع "كارثة".
حتٌى المتفرجين الديبيل اللي في العادة يعجبهم هالوشقة في "شفلي حلٌ" و "سفيان شاو" هزٌهم النوم و خرجو يقطعو و يريٌشو . قلتلكمش حكاية متاع بزنس !!! توٌه "سعدون" ما تفكٌركمش في "سبعون"؟ سعدون28 حكاية sdf ، سعيد الكرارطي، يتذكر رحلة حياتو من نهار اللي جاء من الريف. الحكاية هاذي الطاهر الفازع يعاود فيها من نهار الي جاء من مجاز الباب(journal d’un imbecile heureux,mellassine story ….)
نص يكرٌر و يعاود في نفس الكليشيهات و تقنيٌات تضحيك تثبت على عام اللي زرعو التوتة في بطحة الحلفاوين. سفيان الشعري سخٌفني...un vrai naufrage. الا انو الشركة المنتجة و كاتب النصٌ و الممثل و المخرج ،منير العرقي، يظهرلي فيهم فهمو مليح التجارب السابقة متاع النهدي و بن يغلان و قرٌرو أنٌو جاء طريقهم... باش ياخذو...حتٌى هوما بايهم . 




الثلاثاء، 12 مايو 2009


 كان يوم ربيع . وسط حقول القمح المتموجة، بمقبرة سيدي جابر خارج مدينة بوعرادة . جاء رفاق و رفيقات الشاعرالطاهر الهمامي  و إخوته و أخواته و أصدقائه و صديقاته . ابنه أولا شكري المبخوت عميد كلية الآداب منوبة ، ثم الحبيب الحمدوني باسم رابطة الأدباء الأحرار و أخيرا عمار عمروسية باسم حزب العمال الشيوعي التونسي . 
جاءت كلمة الحبيب الحمدوني ، معبرة ، و جيشت كل حواس و مشاعر الحاضرين .


يا الطاهر، أي الكلمات تفي حقك ونحن نواري جثمانك الثرى لتخرج عنا خروجا بلا رجعة؟
يا الطاهر، لماذا فعلتها ورحلت بهذا الشكل المفاجئ الغادر؟ ألآن الأقدار عاتية لم تستطع الصمود أمام أحكامها أم لأنك رأيت أنك أنجزت كامل واجباتك واستنفدت مهامك فآثرت الانسحاب دون كبير ضجيج؟
مهما يكن من حال، فالعظماء من أمثالك لا يرحلون وإن رحلت أجسادهم ولا يفنون وإن فنيت عظامهم. لقد بذرت في تربتنا ما به تعانق عالم البقاء والخلود. فلقد روّيت أرضها العطشى بعرق كدحك دون ملل أو كلل منذ ريعان شبيبتك الأولى وإلى أن خطفتك يد المنون. فقد اخترت الالتزام الواعي بطريق الحرية والحق والعدالة والجمال على وعورة هذه الطريق وما بها من مشاق ولم تؤثر السلامة كما فعل الكثيرون. تمردت على السائد الرديء والموروث الجامد اليابس فكنت حطابا اقتلع الجذور وكنت راهبا حطم الأصنام وكنت ثائرا كسر الأنساق وخلخل السواكن وكنت عاقلا أعاد النظر في الرؤى والمفاهيم.
يا الطاهر، كانت أفكارك جريئة وخلاقة ومبدعة ولاهثة وراء البحث والمكابدة. كانت كتابتك إحراجا لا هوادة فيه للواقع والموروث على حد السواء. كانت نشدانا لمستقبل أفضل. ساءلت مقومات القصيدة العربية من إيقاع ولغة وصور ومضامين فانتهيت أنت وبعض من رفاقك إلى خوض مغامرة شعرية غير مسبوقة. مارست التجريب طالبا الأنضج والأكمل والأجمل فانتقلت بين العمودي والحر وغير العمودي والحر وبين الفصيح والعامي وما بينهما وبين الطليعة والواقعية وبين الحداثة والتراث.
يا الطاهر، أخرجت الشعر من عليائه وسياجه النخبوي وفتحته على المتداول من الكلام وضمّخته بلسان العامة ومأثور المعيش اليومي ونزلت به إلى باعة الروبا فيكا والشياتين والخدامة والمهشمين وكل من هم واقعون تحت وطأة الفاقة والبؤس. 
 يا الطاهر، فصلت في دنياك بين عربتين: عربة أولى للمناضلين والأحرار وذوي الكرامة والأنفة وجميع التواقين إلى العدل والحرية، وعربة ثانية كما وصفتها أنت وبكلمات منسابة انسياب الجدول الجاري:
" وعربة 
للسواقط والساقطين والسقاط 
ومن سقطوا أو اسّاقطوا 
ومن ألفوا السقوط والانحطاط"
فكنت قائدا من خيرة قواد العربة الأولى ذائدا عنها بشتى الوسائل ألوان الشرور المختلفة سائرا بها وسط الأشواك والمتاهات مصرّا على الوصول بها إلى شواطئ الخير والسلامة. وكنت نارا لا ترحم على ركاب العربة الثانية من السقاط والساقطين ومن لا ضمير لهم.
يا الطاهر، لم تعبأ بأولئك الأزلام المأجورين المكلفين بمهام إرباكك وتشويه صورتك عسى يخور عزمك وتنثني عن التزامك بنصرة القضايا العادلة لبني شعبك وبني أمتك وبني الإنسان.
يا الطاهر، لم يجبن قلمك ولو مرة ولم يخفت صوتك. تقول كلمتك عاليا وجهارا على أعمدة الصحف وفي اجتماعات النقابة وفي المحافل الأدبية وعلى منابر الجامعة وتوثقها إبداعا أو تنظيرا.
يا الطاهر، لن ننسى جملتك المدوية وأنت تندفع اندفاعا لا مشروطا لدعمنا والانخراط الفعال معنا ساعة أعلنا عن تأسيس رابطة الكتاب الأحرار أثناء إجابتك عن سؤال صحفي حول موقفك من الجمعية الناشئة: 
"حيثما تكون الحرية أكون"
يا الطاهر، وإن كنا نراك الآن ببصرنا ممددا أمامنا مسجيّا فإننا لا نراك ببصيرتنا بقامتك الفارعة وجسدك النحيل إلا مرفوع الهامة شامخا كالنخل الضارب في السماء كما كنت دوما في حياتك ،تحتفي بنا ونحتفي بك، تشارك أبناء شعبك أفراحهم وأتراحهم، تصد عنهم سياط القهر والاستغلال والاستعباد.
يا الطاهر، نم هنيئا راضيا مرضيا في عالم السرمد الأبدي. فلن ننساك وستكون بيننا باستمرار طالما أن أقلامنا جديرة بلقب الحرية وطالما أننا جديرون بصفة الأحرار.
 
.... عهدا لن ننساك





الجمعة، 8 مايو 2009


يصل جثمان الفقيد الشاعر الطاهر الهمامي من مدريد، إلى مطار تونس قرطاج، مساء اليوم 8 ماي على الساعة الثامنة 
و النصف مساء .
و يدفن غدا السبت 9 ماي بعد الساعة الثانية بعد الظهر بمدينة بوعراده بمقبرة سيدي جابر.
ينطلق موكب الدفن من منزل أهله نهج محمد علي الحامي، بوعرادة. 








يا أُمّةً شبعتْ من جُبنها الأمـــــمُ 
يُخيفها الحبر والقرطاس والقلــــمُ 
ما أسعد البهموت ارتاح في تعـــس 
وأشقَيَنَّك إذ تعلــو بك الهمــــمُ 
اُبصم بخُفِّك لا تخجل فأنت لهــــا 
تغْنَى وتغنم من أحفافها البَهَـــــمُ 
كَسِّر يراعك لا تكتب علـــى ورق 
واكتب بساقكَ تحيا الساق والقـــدم
....
يا أمّةًً ثُلثاها مخْبرٌ وقــــــح 
وثُلْثُها لَسِنٌ أزرى به البكَـــــمُ 
والمخبرون بها سودٌ أظافرهـــم 
والمخبرون بها بيض عيونهـُــمُ 
والمخبرون بها عُليا صناعتهـــمْ 
والمخبرون بها سفلى أجورهُـــمُ 
... 
ما كنت أحسبني أحيا إلى زمــن" 
أرى البغال به تغلو وتَغْتَلِـــــمُ 
وللوطاويط أقدار وأقضيـــــةُُ 
وللزواحف مِنْ تَزْحَافِها خــــدَم 
أنا اليتيم المتيَّم الذي ذبحـــــوا 
الوالِهُ الولِهُ الوَلْهَانَةُ الوهِـــــمُ 
ها قد "رجعت وأقلامي قوائل لــي" 
كسّرْ يَراعك ملعونٌ هو القلــــم





الأحد، 3 مايو 2009



توفي مساء امس الشاعر والناقد الدكتور الطاهر الهمامي عن سنّ الثانية والستين بأحد مستشفيات العاصمة الإسبانية مدريد حيث كان يخضع للعلاج منذ العاشر من أفريل.
تتقدّم مدونة قصة اون لاين بهذه المناسبة الأليمة بتعازيها الحارة إلى كافة أفراد عائلته وأصدقاءه.
ولد الطاهر الهمامي في 25 مارس 1947 بالعروسة ، تحصّل على دكتوراه عن أطروحته "الشعر على الشعر عند العرب قديما"، ثمّ درّس بكلية الآداب بمنوبة. هو من مؤسسي حركة الطليعة الأدبية بتونس.
نشر عديد الأشعار والمقالات بالصحف التونسية والعربية، وأصدر مجموعة من الكتب والدواوين الشعرية، آخرها كتاب "بعل ولو بغل" الذي صدر في مارس 2009 وتناول فيه بالنقد مؤسسة الزواج .