القصٌاص محمٌد زفزاف [1942..2001] هو بدون شكٌ مؤسس الرواية المغربيٌة الحديثة.
طلٌق ،منذ الحرف الأوٌل، الكتابة الملائكية و أدب المساحيق و الأقنعة و غدا يكتب لسكٌان الأحياء القصديريٌة المحيطة بمدينة الدار البيضاء.
يقول الشاعر العراقي سعدي يوسف أن محمد زفزاف لم يحض في حياته باهتمام الدوائر الرسمية لسببين .أوٌلهما التزامه الواضح و الجليٌ بقضايا شعبه و تطلعاته و ثانيهما، عدم كتابته باللغة الفرنسيٌة . لم يكن في يوم ما من حياته "مثقف السلطة" . اكتفى إلى آخر يوم من مرضه العضال بمرتبه الوظيفي [ كان أمين مكتبة في معهد ثانوي] و فتح بيته في حي "المعاريف" الشعبي إلى خيرة المثقفين الشبٌان المغاربة و قاسمهم السجائر والهموم الأدبية و الخمر و الغضب الاجتماعي و السياسي و شظف العيش... أدبه مبتكر و حداثي ، نابع من تفاصيل الهم اليومي لمسحوقي شعبه . كان الخطوة السردية الجريئة التي صرخت بحقائق الواقع المغربي بلا خوف . الأمر الذي مهد لسرد لا يهاب الواقع [ صنع الله ابراهيم مثلا ] . في روايته "محاولة عيش" يحكي زفزاف حياة "حميد" موزٌع الصحف . و يسرد سواد ايٌامه و معاناته اليوميٌة بين كسل الأب و قسوة الأم و تجبٌر العرف صاحب شركة توزيع الصحف و شتائم حرس ميناء "كازا" و سطوة الشرطة . تشبٌث محمد زفزاف بالحرية ،حرٌية الفنٌان و المواطن، إلى آخر يوم في حياته و لم يتمرٌغ على أعتاب أحد رغم الفقر و المرض [ يوم مات سمٌيت المعاهد و المكتبات و المهرجانات الأدبية باسمه...و كما يقول المثل الشعبي التونسي : عاش يتمنى في بسرة... كيف مات علقولو عرجون... ]
كانت إبداعاته التي ناهزت الخمسين كتابا بين قصة قصيرة ورواية موضوعا لدراسات أدبية ونقدية مغربية ولرسائل وااطروحات جامعية. ومن أهم أعماله القصصية: «حوار في ليل متأخر» و«الأقوى» و«الشجرة المقدسة» و«غجر في الغابة» و«مللت الجن» و«الملاك الأبيض» و«بيوت واطئة» و«بائعة الورد» و«العربة»، ومن أعماله الروائية: «أرصفة وجدران» و«المرأة والوردة» و«قبور في الماء» و«الأفعى والبحر»، و«بيضة الديك» و«محاولة عيش» و«الثعلب الذي يظهر ويختفي» و«الحي الخلفي» و«أفواه واسعة » .
قرأت له رواية ممتازة "قبور في الماء"
المشكلة ان رواياته غير موجودة بتونس