الثلاثاء، 2 فبراير 2010



في إطار اللقاء السنوي للمسرحيين الشبّان الذي ينظمه مسرح "التياترو بتونس شاهدت بالأمس و للمرّة الثانية عرض "فرصة لا تعاد" . لقد سبق أن قلت أن هذا العرض ليس مسرحيّة و كان ذلك بعجالة (هنا) . أصبح هذا النوع من الأعمال مهجة أغلب الممثلين في تونس لسهولة إعداده و قلّة مصاريفه و قابليته للسفر (حتّى للقرى النائية) و مردود يته المالية. هذا النوع يسمّى عند مبتكريه الأمريكان stand up و هو وقوف ممثل فوق ركح خال ، مهمته إضحاك المتفرّجين بنقد السلوكيات الاجتماعية بصفة خفيفة لا تجرح المعتقدات الدينية و بدون التحدّث عن السياسة. و قد لمع في هذا الميدان في أمريكا Woody Allen ,Jerry seinfield,richard pryor,eddy Murphy . و "الستاند اوب" يختلف عن "الوانمانشو" وريث مضحكي أوائل القرن الماضي في فرنسا و انقلتره حيث النقد السياسي و الاجتماعي اللاذع("كولوش"، "تييري لو لوران" ، "آن رومانوف" في فرنسا مثلا). "الوانمانشو" و غيره من الإنتاجات الفكرية يفترض بالطبع و جود مناخ من الحرّيات العامة تمكّن كتابة و إنتاج مثل هذه الأعمال. هذا المناخ الغير متوفر عندنا أدّى،مع عوامل أخرى، إلى أزمة المسرح الحاليّة. و منها الجنوح نحو هذه الأشكال الذي يريد البعض تسويقها تحت "لابيل" "مسرح".

يقع عرض "فرصة لا تعاد" على ركح فارغ ،في آخره شاشة تحيط بها بروجيكتورات à contre-jour (تضيء نحو المتفرج) سعاد بن سليمان الممثلة تمشي في أغلب ردهات العرض في خط متوازي لحافة الركح أو تقف قبالة الجمهور في وسطه. هذا ما جادت به قريحة المخرج. و لأسباب أجهلها كان الجزء المضاء هو أسفل قامتها و حذاءها بينما بقي وجهها في عديد المشاهد بين أسود و أبيض. ما معنى أن يلبس المخرج الممثلة حذاء عالي الكعب؟(ياخي هبل؟) ساعة و نصف من الحركة على ركح تساوي 3 كيلومترات ! و كل هذا على talons aiguille 10 cm . أمّا ما أجهز به علينا المخرج فهي اللوحات الرّاقصة، هل يعقل أن يطلب من سعاد بن سليمان أن تقلّد tina Turner أو Marylin Monroe. ثلث القاعة بالأمس كان قادرا أن يرقص أحسن من الممثلة!!!! كيف لم يتفطّن المخرج أن صوت الممثلة رتيب و طبقته الصوتية منخفضة و لم يساعدها على الإلقاء haut perché و في نسق أسرع . ثم ما علاقة "جينيريك" شريط golden eye(James bond) الذي افتتحت به العرض بالموضوع؟ و صورة Meryl streep المعروضة على الشاشة هل لوجود اسمها في النص؟ و مشهد الاستحمام؟ أقترح على أساتذة المسرح تدريسه لكي يتجنّب المخرجون في المستقبل مثل هذه التعاسات.

أنا أقترح على سعاد بن سليمان أن تعيد بنفسها إخراج هذا العمل و تستغني عن مصاريف إخراج لم يضف شيئا للعمل.

مونولوج "فرصة لا تعاد" يتحدّث عن أزمة الأربعين/الخمسين لدى امرأة إطار في مؤسسة working girl كما تقول هي، أنهكتها الأيام ،تداوي نفسها بحمّى شراء ملابس "الفريب"(البالة). يمرّ بنا النص من الفريب الى انقطاع الدورة الشهرية إلى قناة mbc إلى h1n1 الىتخيل مشهد من أفلام الرعب إلى المغني barry white إلى رقصة شرقية إلى أشرطة روتانا زمان و الممثلة المصرية "نبيلة عبيد" و إلى المرأة التي تعرف كل شيء و إلى الزواج و العذرية و فايسبوك و ترجمة الأفلام على قناة mbc حيث تترجم fuck ب"تبّا" و bastard ب"وغد" و إلى تعدد الزوجات و إلى المطبخ....الخ...الخ...

خلاصة الحديث أن هذا العرض خاص بمشاكل البرجوازية المتوسطة بتونس(لأن الكبرىتسافر إلى لندن و باريس عندما تقلق و الصغرى تشتري الفريب لان الملابس و الأحذية الجديدة غالية الثمن) وفيه اقتراحات من كاتبة النصّ لتجاوز البعض من أزماتها.



تعليق montacer

j'ai vu ca hier.presque le meme avis que vous



تعليق loulou

خليهم هذوكم ناس تاكل في خبيزة على ظهرنا