السبت، 5 ديسمبر 2009





جانفي/نوفمبر 1952 : الجيش الفرنسي و الجندرمة يكثّفان من عمليات القمع لمجابهة المقاومة الشعبيّة المسلّحة التي بدأت في تونس على يد عناصر ينتمي جلّها للحركة النقابية. اعتداءات شنيعة وتقتيل و إيقافات في تازركة و المعمورة و قليبية و قابس و قفصة و تونس. صعّدت وسائل الأعلام الاستعمارية من لهجتها مطالبة بتشديد القمع...ثمّ وزّعت مناشير ممضاة "اليد الحمراء" تطالب علنا باغتيال فرحات حشّاد زعيم النقابيّة بتونس...تيقّن عندئذ كل مناضلي الحركة العماليّة أنّ "اليد الحمراء" الذراع المسلّح للمخابرات الفرنسيّة بتونس، قد تلقّى الضوء الأخضر لتصفية حشّاد جسديّأ...حاولوا إقناع رفيقهم بضرورة أن يكون مرافقا يوميّا من طرف نقابيين أو أن يحمل سلاحا( كما اقترح نقابيو الرصيف بتونس)...لكن فرحات حشّاد رفض. كان مشروع حشّاد السياسي يأرّق الفرنسيين...لم يكن قابلا لأي مقترح يديم بقاء المصالح الأجنبيّة بتونس(حتّى و لو كان ذلك بصفة مقنّعة كما قبلت ألوية أخرى من الحركة الوطنيّة). و لذلك السبب بقيت ذكراه حيّة لدى كلّ مناضلي الحرّية في تونس.

الخميس 4 ديسمبر 1952 الساعة الخامسة بعد الظهر. إقلاع طائرة دي هوتوكلوك المقيم العام الفرنسي بتونس قاصدا باريس لعطلة بأسبوع.

الجمعة 5 ديسمبر 1952 الساعة التاسعة صباحا في ضاحية رادس قرب تونس : تنطلق سيارة "السيمكا 6" وعلى متنها فرحات حشّاد. كان متّجها إلى المقرّ الرئيسي للنقابة بنهج "سيدي علي عزّوز" بتونس. بعد خمس دقائق من مغادرة منزله تبعته سيّارتان من نوع "تراكسيون"...سوداء...لمّ وصل إلى مستوى المقبرة المسيحيّة الموجودة حاليّا بين مدينتي رادس و سيدي رزيق... أطلّت رؤوس القتلة و صبّت وابلا يقدّر ب38 خرطوشة من رشّاشاتهم. توقّفت سيّارة حشّاد على حافة الطريق و كان مصابا في كتفه الأيسر و معصمه. مرّت شاحنة كانت تحمل عمّالا فرنسيين تابعين لشركة الكهرباء... و بينما كان حشّاد يطلب منهم حمله إلى المستشفى... وصلت سيّارة القتلة الثانية ... أخذوه عنوة ...أجهزوا عليه برصاصة في الرأس وسط السيّارة...ثم رموا بجسده قرب خزّان الحبوب الموجود حاليّا قرب مقبرة "بن يدّر" في مدينة بن عروس.



تعليق elheme

عندما نرى الحالة التي عليها الحركة النقابيةالأنمن تشرذم و تذيل للنظام نفهم قيمة هذا الرجل



تعليق غير معرف

quel age avais il? quand il est mort



تعليق kissa-online

@elheme
il avait 38 ans