الاثنين، 30 نوفمبر 2009





منذ أن اخترع "غوتنبارغ" آلة الطباعة في 1440 أصبح نقل الآراء الجديدة و المعارف العصرية و تداولها و التعريف بها على نطاق واسع ممكناً . و ذلك عبر الكتاب المطبوع، كما أن أفكار الإصلاحيين التي ظهرت في أوائل القرن السادس عشر في أوروبا، جاءت تعبّر عن رغبة شديدة في تغيير المجتمعات الأوروبية والتوجه بها نحو استخدام أدوات ثقافية متطورة. بينما ظلّ العالم الإسلامي يرفض استخدام المطبعة تحت ضغط الفتاوى الفقهية. في عهد السلطان العثماني بيازيد الثاني صدر فرمان في 1495 يمنع استخدام المطبعة بدعوى تفادي تحريف القرآن. ثم أكّد ذلك المنع السلطان سليم الأوّل الذي أقنعه مستشاروه بخطورة هذا الاختراع الذي يمكنه أن يهدّد ملكه و ينشر أفكارا بدأت تسري في المستعمرات العثمانيّة في البلقان و في أوروبا الوسطى. رأي الفقهاء في المطبعة غريما يقطع رزقهم و مفسدة تفتح باب انتشار الأفكار "الهدّامة" و "الكبائر والموبقات" مثل طباعة الرسوم وتغيير حروف القرآن، والقضاء على الكتابة باليد.. بسبب هذه الثقافة لم يقبل المتعلّمون المطبعة و دورها في التطور الحضاري ، ولم يستوعبوا جيداً دورها الوظيفي في إطلاق مفاعيل التعليم والثقافة والعلوم والمعرفة.. و بقي بفعل ذلك النظام التعليمي في جلّ البلدان العربيّة حتى أواخر القرن التاسع عشر محصورا في الجوامع و الكتاتيب التي اكتفت بتحفيظ القرآن وشرح الأحاديث وأقوال الفقهاء . ظهرت الطباعة بالحروف العربية في ايطاليا في 1510، بأمر من البابا يوليوس الثاني ،الذي أمر بطباعة أناجيل بعث بها إلى مسيحيي لبنان و سوريا. كما طبع الإيطاليون في روما "قانون" ابن سينا في مجلد ضخم عام 1593 م وكتاب فيزياء الهواء للخوارزمي وهما كتابان علميان أفتى الفقهاء المسلمون بإحراقهما بعد الهجوم الشديد التي تعرضت إليه على يد أبي حامد الغزالي وابن تيمية حيث قرر فقه السلاطين منذ ذلك الحين استبعاد هذه العلوم بذريعة أنه لا نفع منها في معاش الناس. و من تلك الفترة انحصرت صفة "العلم" على المشتغلين في تحفيظ وتفسير القرآن. وقد كثرت المطابع العربيّة في أوروبا وطبعت فيها مئات من كتب الفلاسفة العرب والمسلمين الذين اضطهدهم الفقهاء وتعرضت كتبهم للإحراق بعد تكفيرهم ، وكان أكثر هذه المطابع في باريس و لندن وليبسك وليدن وغونتجتن وروما وفينا وبرلين وبطربسبرج وغيرها. أمّا الطباعة باللغة العربية فقد دخلت البلدان العربيّة لأول مرة في حلب على يد القسّ عبد الله الزّاخر في 1706 الذي بعثه باتريارك حلب إلى بوخارست(رومانيا) لتعلم الطباعة و لتصميم آلة تستعمل الحروف العربية . ثم انتشر طبع الكتب الدينيّة و الأدبيّة في لبنان و سوريا إلى أن قرّر الخديوي محمد علي إنشاء مطبعة بولاق في 1822 التّي شيّدت من أجل إنتاج الكتب التعليمية التي كانت تحتاجها المدارس الحكومية. ثم انتشرت الطباعة في البلدان العربيّة منذ أواسط القرن 19 و أنشأت اولى الصحف و بدأ الأنتاج الأدبي و الفكري في الأنتشار.



تعليق malek

هل لك معلومات بالنسبة الى تونس؟



تعليق kissa-online

@مالك
اولى المطابع بتونس كانت على ملك ايطاليين(عائلة فنزي مثلا)كانو يطبعون آناجيل و صحفاللجالية الأيطالية بقيت منها الى اليوم صحيفةla corriere di tunisi التي تأسست سنة 1840