الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009





عرضت "الفرقة القوميّة للتمثيل" العراقيّة مسرحيّتها " تحت الصفر" على ركح المسرح البلدي يوم الأحد 15 نوفمبر2009 ضمن فعاليات أيّام قرطاج المسرحيّة. قبل ابتداء العرض صعد على الخشبة ممثل عن وزارة الثقافة العراقية و انهال على الجمهور بخطاب مفاده "...نحن الآن أحرار..." ثم تكلّم حول السلام و فلسطين و الأمل و الجروح...حتّى صاح أحد المتفرّجين من الصفوف الخلفية "...مليح...أهبط...خلّي المسرحيّة تبدأ...".

أثّث الركح بأكسسوارت تدلّ أنّ المكان شارع( علامات و حواجز تشير إلى حظيرة أشغال على الطريق...) أضيفت إليها منكنات تشخّص بشرا و كذلك مرمى كرة القدم.

تدور أحداث المسرحيّة في تقاطع طرق(الرمز واضح...هي نقطة مفصليّة في تاريخ العراق). شخصيّات المسرحيّة اثنتان . كهل في الستّين من عمره يسكن المكان. و شاب يلبس كيمونو رياضة الجيدو يمرّ من ذلك المكان و هو في صدد التمرّن. كلّ المسرحيّة نقاش حاد بين الكهل المتعب، المحبط ، المثقل بالأحزان و الذي لم يعد ينتظر شيئا و الشّاب المتفائل و المقبل على الحياة(و في هّذه الحالة أيضا تبدو الرموز جليّة: عراق الأمس و عراق اليوم ). تتخلّل العرض مناظر فيديو تمُثّل حائطا(حائط المنطقة الخضراء؟) يتواصل النقاش مسترسلا في اتجاه محاولة الشاب مدّ الكهل جرعة من الأمل و إقناعه بوجوب المضي قدما من اجل بناء الحياة بالرغم من ظلمة الوضع. لا توجد أي إشارة لا ركحيّة و لا نصّية للأسباب المحدثة للظلمة و اليأس. و حتّى كلمة "الدوريّة" التي أاستعملت مرّتين يمكنها أن تعني أن دوريات شرطة تمرّ من ذلك المكان و لا تشير إلى أن البلد الذي تدور فيه الأحداث تحتلّه جيوش أجنبيّة.

ما استخلصته من العرض هو أن هذه المسرحيّة تشبه أعمالا عراقيّة أخرى( في السينما مثلا) أنتجت بعد احتلال العراق تستعمل تقنيّة اكتساح العقول بالتكرار buzz (تذكّروا استعمال منشّطي الإذاعات في تونس لكلمة "بلد الفرح الدائم") و تريد أساسا تسكين و تبنيج المتلقّي و إيهامه أنّ التمنّي و "التفاؤل " و "الفرح" و "السلام" و "البطّيخ" ستغيّر الوضع و سترحّل الجيوش الغازية.



تعليق فريال

هذه الظاهرة(تبرير الأحتلال أو الرفض عن التحدث عنه)اصبحت ظاهرة ملفة للانتباه في الأنتاج الثقافي العراقي.



تعليق غير معرف

ياخي عندك مشكلة مع مقولة بلد الفرح الدائم؟



تعليق kissa-online

@غير معروف
يا عم الراجل عندي مشكلة مع الفعل اللايرادي الشرطي متاع بفلوف.