الاثنين، 17 أغسطس 2009


هذا النص من تأليف القصٌاص محمود بلعيد[ هو أيضا جرٌاح أسنان في نفس الوقت] . كتب بالدارجة المغربيٌة يحكي آلام امرأة كان زوجها و اسمه ، هدٌو ، يعنفها كل ليلة هو اليوم مسجٌى في بيته ، ميت . هي الليلة تصفٌي حسابها معه . كلام خارج من أعماقها.
هدٌو رحت، رحت و نعست و الا كيف، ايه و الله هذه طريق الدنيا أهدٌو، كيف أنت و كيف دجا الكلام لا، الصياح لا، أنا أحكي و أنت فمٌك مسدود ، لا تهدر كالجمل و لا تصدٌعني، و لا ترفع صوتك تتغوٌث آه الدنيا تتغيٌر و لا تهز يدك عليٌا، أربعين عام ، أربعين عام و أنت تهددني ،تسد الدنيا عنٌي آقو. شفتني و قلت ها الطفلة مزيانة، شابة الطفلة، و ذبلتني أهدٌو، كان بابا يحبني، يدللني، يشري كل ما نبغي و نشتهي، و نقول كان بابا يلاعبني، يفرحني، و جيت و طلبتني، و قلت الطفلة جميلة و مفتحة كالوردة. و اخذتني ايه اربعين عام، اربعين عام لا اولاد . تأتي وحدي وحدك تقنقن علي، و تدور علي، و تعركني يا هدٌو. قول توٌه وفى...لا تعارك و لا تخاصم توٌه ...انتهيت و كملت اهدٌو. بين الجيران انت لا تحب اخرج و لا احكي، و لا اتكلم و اقعد وحدي حرام عليك، اربعين عام تخلٌيني النهار كلٌه و تجي نصف الليل و الزرواطة في يدٌك...آش طيبتي،آش حضٌرتي،آش اكلتي،آش تعشيتي، قلت كيف عندك كولي و كيف ما عندك ما توكلي،قلت لك كيف عندك كعبتين بطاطه اقلي واحدةاليوم و الأخرى لغدوة. و كيف عندك قرنين فلفل اقلي واحد اليوم و الأخر غدوة، كيف عندك كعبة طماطم اقليها و خوذي الزيعة اعملي بيها "دوازه" مرقة . آه اربعين عام أهدٌو جبتني و لطختني هنا. و قلت العيشة خير في تونس مزيانة و مليحة، و أنا ما أتكلم، و ما قول كلمة، و تأمر و تدبٌر واش واش ابعدتني عن اهلي و ناسي. غريبة وحدي و جبتني و جبت الزرواطة رأس الكلب...ها هي الزرواطة أحكمها بيدي...ها هي الزرواطة الغليظة رأس الكاب الأصفر بانيابه ...يا توخه هي عندي بدوركم...هاهيا...هاهيا...هاهيا...هي الزرواطة اهدٌو...
يتبع…